Tuesday, December 19, 2006

من قلبى اليك .. اكسيولوجية الدين

تحدث معى وكأنه يقول لى .. جعلتنى اشعر أنى دائما داخل مسجد اطلب فيه رضا ربى من خلال صلاتى .. قلت له :.. ليس كما تقول .. لكنى ادعوك أن تكون مع الله فى كل مكان , نظر الي بدهشة :.. ماذا تقصد ؟ , قلت :.. أن تكون واثق أن ربك يراقبك فى كل شىء .. وأن تقدم على الشىء طالبا ً فيه وجه الله ( رضاه ) .. أفهمت ما اقوله ؟ !! , قال لى :.. الى حد ما.. ولكن كيف أكون متدينا ً بدون أن البس كذا وامشى بكذا واحمل كذا .. قلت له :.. أى بنى , اسمعنى جيدا ً .. الدين ليس فقط صلاة وصوم .. ولكنه منظومة كاملة وقيمة حقيقية لجعل الحياة ذات لون حقيقى يشعر فيه الإنسان بكل ما يحب من أمن وامان وحب وخير .. هكذا هو الدين يا بنى , نظرت اليه رأيته ينظر الى السماء وكأنه يطلب من الله العون فقلت له :.. ما الذى تفكر فيه؟؟ , رد علي قائلا :..اشعر أنى لم اعش فيما مضى .. قلت له :.. كيف , قال لى :.. لست ُ أدرى .. ولكنى اشعر الآن بإختلاف شديد عن ما مضى .. قلت له :.. ما الذى تجد فيه الصعوبة من أن تحققه؟ .. صارحنى ولا تكذب علي .. قال :.. الخوف .. ذاك الذى ارهبه طيلة حياتى القادمة .. هل من أحسن اليهم سيحسنوا الي أم أنهم سيعاملونى بعكس ما قدمته اليهم ؟ .. قلت له :.. نحن نعيش دنيانا لأجل أن نفعل ما يرضى ربنا .. لا أن نفعل الأشياء أن نرضى الناس .. هكذا نعيش يا بنى .. قال :.. فهمت , فهمت ما تقوله لى ولكن .. ماذا افعل فيما مضى .. الماضى يؤرقنى .. يعذبنى .. ينهرنى .. يقسم ظهرى نصفين .. قلت له :.. الماضى .. ماضى ولن يعود مجددا .. امامنا الآن حاضرنا الذى اذا اصلحناه اطمأننا على مستقبلنا .. هكذا نحن يا بنى .. قال لى :.. اتعرف فلان .. قد كرهته , يقول لى صلى وصم وقم واذكر .. هذا هو دينك يا غافل .. قلت له :.. لا تسمع له لأنه يحتاج الى أن يسمع .. الدين ليس عبادات وحسب , الدين منظومة كاملة بإصلاحها تنصلح الحياة .. اتدرى ما اقول ؟؟!! .. فال :.. نعم افهمه جيدا ً .. قمت من مقعدى ونظرت الى السماء كى ارى سؤاله لى .. فقال :.. ماذا تطلب .. أبعد ذلك الفضل الذى أنت فيه تريد المزيد .. قلت :.. انظر الي جيدا ً .. ماذا ترى فى شخصى ؟؟ , قال :.. ارى أنك سعيد على عكس الكثير .. قلت :.. والشخص السعيد لابد أن يشكر من أسعده فما بالك بربنا الذى جعلنى فى اسعد ما يكون .. واعطانى الكثير والذى لا استحقه امام ما فعلت فى الماضى .. قال لى وهو يتأهب الرد :.. أفعلت الكثير من المصائب يا أبى ؟ .. قلت له :.. ومن منا لا يخطأ .. ولكنى اصلح خطأى بإصلاح حاضرى واطمئنانى على مستقبلى .. بتربيتى الصالحة لك .. بشكرى لله وعملى على رضاه .. هكذا أنا , قال لى :.. الحمد لله الذى جعل منا الشاكر والمخطىء كى ينبه الشاكر المخطىء وعندما يخطىء الشاكر يذكره المخطىء ويكونوا جميعا ( عباد لله صالحين ) قلت له وابتسامتى تعلوا وجهى :.. الحمد لله ـ

0 Comments:

Post a Comment

<< Home