حول مبدأ .. ربح النفس او خسرانها
أرى الكثير يسارع الى معرفة أناس معينين .. ويبذل جهد كبير فى ادراك صداقة معهم اوأن يقربهم بأى شكل كان .. ولكن هل فكروا أن يتقربوا لأنفسهم اولا ومن تقربهم لأنفسهم سيتقرب اليهم الناس بدون اى جهد منهم ؟ !! .. أشك كثيرا فى هذا فواقعى الذى منه احدثكم الآن لا يشعرنى ولا حتى يجعلنى اتوهم أن كثيرا منا يطبق هذا ( التعرف على النفس .. قبل التعرف على الغير ) .. يحضرنى الآن افعال زميل لى لن اقول اسمه كى لا افضح امانة نفسى , لكنه كان يكتب ويقول ويندد ويشجب ويعلق وكأنه ملاك برىء لا يقوى على فعل شىء والى آن قارنت افعاله مع الآخرين بأفعاله مع نفسه التى حكاها لى .. قلت ويحك .. لن تسعد ولن تشعر بطعم السعادة وأنت فى هذا الحال المخزى .. قد ابتعدت عنك نفسى وكانت محقة فى ذلك .. لكننا لا يعنينا الكلام فى هذا طويلا ً لأننا ادركنا ما المشكلة وجاء دورنا كى نوضح ما الحل لتلك المشكلة التى انظر اليها كأنها من مشاكل عصر وليس من مشاكل اناس معينين لا ينطبق عليهم صيغة الجمع .. الحل يكمن فى شىء مهم للغاية وفى ذات الوقت نحن نهمله كثيرا هو .. الكلام مع النفس .. سيقولون أنى قد جننت الآن وانا اقول لهم تكلموا مع انفسكم ولكن سأقول لهم .. الكلام لا يقصد به الكلام المعبر عن طريق الفم ولكن الكلام ينقسم الى نوعين .. نوع خاص بما يسمع وهو ما يخرج من الفم .. ونوع آخر لا ندركه بالروح ولا تدركه احدى حواسنا.. وهو الكلام الروحى .. تكلم مع نفسك كلاما ً روحيا .. ولكن لا تتركها وتعبث مع كثيرين لن يغنوا عنك شيئا .. هكذا انصحك تكلم مع نفسك واطل فى كلامك معها واعرف هل ينقصها شىء أم ماذا ؟ .. بهذا ستصل الى مرحلة من الرقى مع النفس تجعلك فى مرتبة فوق مراتب التفكير العادى وبهذا تحقق مبدأ الربح الحقيقى وهنا اتذكر قول العبقرى كما احب أن اسميه & ابراهيم الفقى & من اول خمسة محاضرين فى العالم تميزا ً وهو يقول ( وما بال الشخص عندما يربح العالم بأسره .. ويخسر نفسه !!) , صدقت والله .. ما الذى ستشعر به من سعادة عندما تربح الكثير والكثير وأنت فى النهاية خاسر لنفسه .. هيا معى وانا امد لك يدى واقول لك انهض .. انهض وامسك فى يدى وتشبث بالفرصة التى سنحت لك .. هيا قاوم تفكيرك وافعل ما تشعر أنه الصواب .. انتظرك ولن تهرب منى لأنى سأعرف أى شىء تحب الجلوس فيه وستجدنى بجانبك .. انتظرك ـ
لست ُ مثاليا ً .. ادركوا معنى ما اقوله ـ ـ
كانت نيتى تجاهم لا تختلف عن نيتى تجاه جميع من اعرفهم .. اتمنى لهم الخير , واود أن يكونوا على قدر من الجدية فى سماع الآراء المختلفة وكيفية تطبي ما ينسابهم منها .. ولكنهم قالوا لى فى صوت واحد وكأنهم يتهمونى بما يقولون .. ( لماذا تشعرنا دائما ً أنك مثالي ؟ !! .. ودائما ما تقول لنا افعلوا كذا وكذا .. هكذا تدركوا معنى الحياة ).. قالوها لى مستنكرين ما افعله , اتخذت الصمت لى قليلا ً ثم عاودت الحديث ولت لهم ( لست ُ مثاليا ً .. ادركوا معنى ما أقوله لكم .. لا تتسرعوا فى حكمكم علي دون سبب مقنع لذلك ) .. رأيتهم يتناولون النظر الي محدقين .. وكأنهم يبلغونى رسائل بالعين لا يدرك اللسان ولا يستطيع التقول بها .. قلت لهم ماذا دهاكم .. فى أى شىء تفكروا جميعا بهذا السكون المقلق ؟؟!! .. قالوا لى : لا نتهمك ولكننا صدقا ً مللنا من كثرة نصائحك لنا ونشعر أنك لا تحتاج لأى شىء وتتفرغ لكل من تعرفهم بتلك النصائح .. قلت :.. لن اكون كاذبا ً إن قلت لكم أنى قد وصلت لمرحلة متدمة مع نفسى وصار بيننا اتفاق لن نخلفه إن شاء الله وينص أن نكون مفيدين لكل من نعرفهم وهذا هو الأهم فى الموضوع ككل .. قالوا لى : لم لا .. حسنا ً, حسنا ً .. شعرت أنهم ينتظرون منى شيء ما فلت : آسف إن كنت قد احزنتكم ببعض كلامى ولكن اعلموا .. أنى صدقا ً لا اريد من كل ما افعل الا أن اراكم فى احسن صحة وحال .. هذا مقصدى ويعلم الله صدق ما اقول .. قالوا :.. فهمنا .. فهمنا ولكننا سنعيد النظر فى هذا الموضوع وسنقرر ما سنفعله فى نهاية المطاف .. قلت :.. وسأنتظر تلك النتيجة التى مهما كان فهى لن تجعلنى أحزن منكم .. ولكنها ستجعلنى أكثر تمسكا ً أن اكون لكم شخصا ً تسعدون بوجوده بجانبكم وإن تغيبت عنكم تذكرونى بكل الخير .. اعدكم فى ذلك وانتظر منكم مثله .. قالوا لى : ونحن ايضا سنقدر كل ما تفعل وإن لم نصرح لك به .. قلت لهم :.. لكم كل الشكر وارجوا أن اكون قد اوضحت ما تمنيت أن اوصله لكم وهو أنى لست بالشخص المثالى ولكنى ارغب أن اكون عند حسن ظن الجميع وقبل الجميع عند حسن ظن نفسى وعند مرضاة ربى وسعادتى فى تأدية كل ذلك .. هذا ما قصدته .. قالوا :.. نشكرك ـ
من قلبى اليك .. اكسيولوجية الدين
تحدث معى وكأنه يقول لى .. جعلتنى اشعر أنى دائما داخل مسجد اطلب فيه رضا ربى من خلال صلاتى .. قلت له :.. ليس كما تقول .. لكنى ادعوك أن تكون مع الله فى كل مكان , نظر الي بدهشة :.. ماذا تقصد ؟ , قلت :.. أن تكون واثق أن ربك يراقبك فى كل شىء .. وأن تقدم على الشىء طالبا ً فيه وجه الله ( رضاه ) .. أفهمت ما اقوله ؟ !! , قال لى :.. الى حد ما.. ولكن كيف أكون متدينا ً بدون أن البس كذا وامشى بكذا واحمل كذا .. قلت له :.. أى بنى , اسمعنى جيدا ً .. الدين ليس فقط صلاة وصوم .. ولكنه منظومة كاملة وقيمة حقيقية لجعل الحياة ذات لون حقيقى يشعر فيه الإنسان بكل ما يحب من أمن وامان وحب وخير .. هكذا هو الدين يا بنى , نظرت اليه رأيته ينظر الى السماء وكأنه يطلب من الله العون فقلت له :.. ما الذى تفكر فيه؟؟ , رد علي قائلا :..اشعر أنى لم اعش فيما مضى .. قلت له :.. كيف , قال لى :.. لست ُ أدرى .. ولكنى اشعر الآن بإختلاف شديد عن ما مضى .. قلت له :.. ما الذى تجد فيه الصعوبة من أن تحققه؟ .. صارحنى ولا تكذب علي .. قال :.. الخوف .. ذاك الذى ارهبه طيلة حياتى القادمة .. هل من أحسن اليهم سيحسنوا الي أم أنهم سيعاملونى بعكس ما قدمته اليهم ؟ .. قلت له :.. نحن نعيش دنيانا لأجل أن نفعل ما يرضى ربنا .. لا أن نفعل الأشياء أن نرضى الناس .. هكذا نعيش يا بنى .. قال :.. فهمت , فهمت ما تقوله لى ولكن .. ماذا افعل فيما مضى .. الماضى يؤرقنى .. يعذبنى .. ينهرنى .. يقسم ظهرى نصفين .. قلت له :.. الماضى .. ماضى ولن يعود مجددا .. امامنا الآن حاضرنا الذى اذا اصلحناه اطمأننا على مستقبلنا .. هكذا نحن يا بنى .. قال لى :.. اتعرف فلان .. قد كرهته , يقول لى صلى وصم وقم واذكر .. هذا هو دينك يا غافل .. قلت له :.. لا تسمع له لأنه يحتاج الى أن يسمع .. الدين ليس عبادات وحسب , الدين منظومة كاملة بإصلاحها تنصلح الحياة .. اتدرى ما اقول ؟؟!! .. فال :.. نعم افهمه جيدا ً .. قمت من مقعدى ونظرت الى السماء كى ارى سؤاله لى .. فقال :.. ماذا تطلب .. أبعد ذلك الفضل الذى أنت فيه تريد المزيد .. قلت :.. انظر الي جيدا ً .. ماذا ترى فى شخصى ؟؟ , قال :.. ارى أنك سعيد على عكس الكثير .. قلت :.. والشخص السعيد لابد أن يشكر من أسعده فما بالك بربنا الذى جعلنى فى اسعد ما يكون .. واعطانى الكثير والذى لا استحقه امام ما فعلت فى الماضى .. قال لى وهو يتأهب الرد :.. أفعلت الكثير من المصائب يا أبى ؟ .. قلت له :.. ومن منا لا يخطأ .. ولكنى اصلح خطأى بإصلاح حاضرى واطمئنانى على مستقبلى .. بتربيتى الصالحة لك .. بشكرى لله وعملى على رضاه .. هكذا أنا , قال لى :.. الحمد لله الذى جعل منا الشاكر والمخطىء كى ينبه الشاكر المخطىء وعندما يخطىء الشاكر يذكره المخطىء ويكونوا جميعا ( عباد لله صالحين ) قلت له وابتسامتى تعلوا وجهى :.. الحمد لله ـ
كيف تعطى لنفسك .. التقدير الذاتى
تعبت معه كثيرا ً, جعلت من نفسى مربيا ً رغم أنى لا اكبره بكثير ولا اعرف عنه الكثير لكنى .. قلت فى داخلى لابد أن تجعله صدقا ً كما تحب , جائنى بأسلوب يدعو للدهشة ويقول لى ( هل علق احداً على موضوعى ؟؟ .. اجبنى هيا ) قلت له بنظرة نادمة على مجهود قد بذلته ولم يأتى بثمار كنت ارجوها .. لا لم يعلق أحد .. ألم أقل لك إننا بإمكاننا أن نضع التقديرات لنفسنا ؟؟ .. مابك ؟!! , اقول لك الآن .. لن تتقدم خطوة وأنت بهذا الشكل المخزى , رد علي بتهكم محلى بوقار ظاهرى :.. كيف .. كيف هذا ؟؟ , قلت له : .. قلت لك فى آونة كثيرة إننا نصنع التقدير لنفسنا وإن لم نكن كذلك فلن نتقدم خطوة فى حياتنا الا بمساعدة الآخرين .. والآخرين أنت لا تعرف ظروفهم ولا طبيعة حياتهم .. ولا تعرف ايضا مدلولات تعليقاتهم التى تنتظرها بشغف كهذا , رد علي قائلا ً :.. وما ادراك أنى انتظر التقدير , قلت له :.. لا تجعلنى تحت طائلة التعصب المستحق اللامجدى وافهم ما اقوله لك .. أنت تنتظر تعليقات الآخرين وأنت فى الأساس حديث التدوين .. لا أنظر للتدوين ولكن انظر لمضمون فكرة التدوين .. تنتظر التعليق كى تطمئن وتفكر جاديا ً فى تكملة ما قد بدأته .. لن تصل الى ما ترجوه أنت بهذا الشكل وأقوله لك مرة آخرى .. لا ارجوا منك ردا ً ولكن ارجوا منك عقلا ً يعى ما اقول .. ارجوك .. لا تنتظر التقدير لأنك أنت من تعطيه لنفسك عن طريقين متباعدين متلاصقين فى مصدر تفكيرك , رد علي غاضبا ً : .. ما هما ؟؟ !! , قلت له راجيا فهمه :.. أن تشعر أنك مؤمن بكل ما تحويه الكلمة من معنى بما تؤديه وتكتبه او حتى ما تقوم بفعله لا بكتابته وكفى .. وأن تشعر فى ذاك الوقت برضا ربك عليك وأنه مطلع عليك فى هذا الوقت ويرى ما تصنع ولا يغضبه فعلك بل على العكس .. قد يباهى بك ملائكته أنك قد استخدمت عقلك الذى هو منحة منه لك ووظفته كما يجب ( سبحانه وتعالى - جل شأنه ) هكذا تصل الى التقدير الذاتى الذى منه تصل الى التقدير الحقيقى لشخصك .. أفهمت ما اقوله ام أنى اقول كلاما لا تفقه منه سوى الصوت الذى به اعبر عنه ؟!! , قال لى :.. فهمت واريد منك شيئا واحداً الآن , قلت له:.. تفضل .. ما هو ؟؟ , قال لى:.. أن تصمت ولا تتحدث معى ثانية .. لأنى قد كرهتك من كل قلبى , قلت له : .. لن أندم على الوقت الذى ضاع منى فى سبيل مساعدتك وصدقنى .. لن احزن من كلامك .. ولن احزن من افعالك .. ولكنى سأحزن حقا ً إن لم أجد لكل ما قلته مردودا ً ايجابيا ً فى نفسك ومنه لأفعالك ومنهما لشخصك .. وفقك الله , لم يقل شيئا ً .. ونظر الي .. وكأنه يتحدانى وقال :.. سوف نرى , قلت له :.. اريد أن اراك كما يحب أن يراك الله عليه .. اذهب ولا اريد منك شيئا ً . ـ*من الممكن جدا ً أن تكون الخاتمة غير سعيدة .. ولكن المضمون دائما ما يأتى مفيد *ـ
كيف تجعل لقراراتك .. بعدا ً ثالث
فكر طويلا ً .. قدر كثيرا ً .. قف قليلا ً , وانظر خلفك , ما الذى نتج مما فعلته ؟؟ , اذا كانت الإجابة بلاش شىء فأنت لم تفكر ولم تقدر لذا اخطأت فى اصابة الهدف المرجو .. قل ورائى , انا لست كأى شخص .. لابد أن اصنع من نفسى فكرا ً يحتذى به .. لابد أن اكون راضيا ً تمام الرضا عن نفسى وسأسعى الى ذلك من الآن , بعد أن رددت هذا أحب أن اقول لك , كى يكون لقرارك بعدا ً ثالث , أى شيئا ً لا يفعله الكثيرون الا وهو ( أن تفكر بطريقة يملأها العقل والعاطفة الممزوجان بالضمير وحب الخير ) هكذا تنفذ فكرة البعد الثالث , لكنى اخطأت حينما قلت لك طريقتها بعد التنفيذ ولم أقل لك كيف تحصل عليها ولهذا سأقول لك .. عندما تسمع شيئا ً ما يلفت انظارك اليه , ويجعلك حقا ً تهتم به , لا تضع اللونين الأبيض والأسود فيه , أى لا تقول لا ارفضه او تقول نعم اوافق عليه , ولكن قل هذه محاسنه وهذه مساوءه ولهذا وذاك أختار كذا .. البعد الثالث لمن لا يعرفه هو أن تفكر بطريقة أكثر حيوية فتجعل من تفكيرك هذا افعال أكثر جاذبية ومن افعالك الأكثر جاذبية تجعل لقراراتك بعدا ً مرئيا .. وهذه كله يصب فى تعريق البعد الثالث , لا تفكر كثيرا فى الموضوع بقدر ما تفكر كثيرا وجدا ً فى تنفيذه , لا لإنك لا تفقه معانيه ( حاشا ولا ) ولكن كى توفر على نفسك الجهد الذى ستبذله فى فهم الموضوع ككل وتضعه فيما يستحق وهو تنفيذ ما بداخل هذه الموضوع .. تعلم جيدا ً أنى لا اعجزك ولكنى اسعى أن انبهك واجعلك تملك هذا البعد أكثر منى , هيا ابدأ بالفعل وقم وجرب واذا فشلت جرب واذا عدت للفشل تأكد أنك ستخيب أمل الفشل فى مرة قادمة وستكون تجربتك اكثر ايجابية وفاعلية على المدى البعيد .. هيا معى قل ( لا بد أن اكون ممن لهم بعدا ً ثالث .. لابد أن اكون كذلك .. انا لها .. هى ليست ببعيدة عنى ) , لن اقول لك ماالذى فهمته او اعجبك فى هذه الموضوع بقدر ما سأقوله لك .. ما الذى فعلته وشعرت أنك انجزت فيه؟؟ !! , لا تتكاسل وجرب من الآن كى تنظر الى ما بعد البعد الثالث وتكون من صاحب .. الرؤية المتفحصة الشاملة التى بها تكون مفكراً راضى تمام الرضا عن ما فعل ويسعى الى بذل المزيد كى يكون راضى تمام الرضا عم ما سيفعل ـ
هيا أيها التائه .. ــ إنه عالم المعارف ــ
نعيش فيه .. نتكيف عليه .. نؤثر فيه .. يؤثر كثيرا ً فينا .. يجعلنا نشعر أن لا وجود له وفى الأساس هو كل شىء فى حياتنا لا .. بل هو حياتنا $ عالم معارف $ هكذا تكبر .. هكذا تنضج .. هكذا تنصح >> بالمعرفة , الفرق بين العارف والغير عارف لانى لا احب أن اوجد كلمة ( جاهل ) التى لا وجود لها فى الكون ونحن من نصنعها بأيدينا .. الفرق بين العارف وغيره أن العارف قد يمكنه التخلص من مشكلات الماضى وترسيم رؤى المستقبل, اما غير العارف فيزيد حياته تعقيدا ً فوق تعقيداته المتكررة فى المواقف نفسها بقول * إنها مشكلة خطيرة * وعندما تسئله وتقول له .. لماذا يا أخى ؟؟ !! .. يقول لك : لأن هذه المشكلة ليس لها أى حل , تندهش وتقول له .. كيف , كيف هذا ؟؟ .. يقول لك : لست أدرى ولكن مشكلتى لا يوجد لها مثيل ولم ولن أجد لها حلا ً .. يجعلك تشعر بتأنيب الضمير , ويكأنه يقول لك أنت السبب فى كل ما يحدث لى , وأنت لا تعرف عنه سوى إسمه , هكذا الفرق بين العارف وغيره , لذا .. لابد أن نتسلح بالمعارف كيفما شئنا لأننا بدون أن نعرف لن ندرك وبدون أن ندرك لن نشعر وبدون أن نشعر لن نتأثر ومن لا يتأثر لا يؤثر واذا كنت فى حياتك لا تؤثر ولا تتأثر فقل للدنيا سلام !! .. يقول لى متغطرسا ً : أى معارف تقصدها ؟؟ !! , اقول له : لا تتغابى ارجوك وافهم ما اقوله لك , المعارف : هى كل ما يحيط بالإنسان من معلومات سواء كانت عن نفسك أو عن من تتعامل معه نفسك , اقول له ايضا ً: ارجوك .. لا تكن فى الدنيا حى بلا عيشة .. كن فى دنياك عائش تحيا وإن كنت حياً ولا عائشا فقل ايضا على الدنيا سلام .. اتعرف ما الضرر فى ان تكون فى دنياك حياً بلا عيشة ؟؟؟!! .. يقول لى بخمول .. ما هو ؟ .. اقول له : الخطر فى ذلك أنك تحسب على المجتمع فرد فيه ويحسبون الناس أنك واحدا ً منهم وفى الأساس أنت لا تمس لهم باى صلة , أنت فى هذه الحالة تحيا أى تتنفس وتنظر وتفعل ما تشاء ولكن عندما تكون عائش حقاً تكون من اصحاب الرؤى المبنية على أسس قويمة , اقول لك يا من تتغابى علي كى ترهقنى وأنا لن اشغل بالى بك كثيرا ً فقد وجهتك وفعلت ما يجعل ضميرى راضى عنه وهو راضيا ً عنى .. ارجوك .. فكر .. قدر .. قرر أن تكون عارفا ً , لا تدع الفرصة تفوتك ومن الآن أسرع الى العلوم المختلفة واكتسب فيها خبرات وتعامل بهذه الخبرات , صدقنى .. ستشعر حينها أنك حقا ً عائش وحى فى ذات الوقت .. هيا معى , يقول لى : الى أين ؟؟ !! .. الى دار المعرفة الكونية .. يقول لى مستغربا ً : ما هذه ؟؟ .. اقول له .. التفكر والتأمل والتدبر كلاهما واحد يعطى مدولات كثيرة عن الآخر .. هيا معى , هيا .. بعد أن اذاقنى مر العذاب .. استطعت أن اقوده الى أن يرحل عن عالمه الخيالى ويبدأ من الآن الحياة الحقيقية التى بها يرضى عن نفسه وترضى نفسه عنه ..حان دورى فى السؤال .. هل تستطيع انجاز مثل هذا ؟
استوقفتنى كثيرا ً .. هل إستوقفتك فكرة كهذه ؟
جملة قرأتها فى خلفية كتاب التاريخ ( مصر تحتاج الى مفكرين .. لم لا تكون واحداً منهم ؟؟ ) .. فكرت كثيراً فى مغزى هذه الجملة وقتل فى نفسى ( ولم لا ) لكنى تذكرت الواقع الأليم الذى نمر به جميعاً , بدئا ً من الإستهتار الذى عانينا منه الأمرين وسنعانى منه طيلة حياتنا إن لم نضع له حدا ً .. فكرت ايضا فى كيفية التفكير التى بها تصل الى درجة - مفكر - , فكرت ايضا فى كونى على القدرة التى ينبغى أن يكون عليها الشخص كى ينفذ مثل هذا , لكنى عدت وقلت ولم لا .. فسأحاول وسأسعى جاهداً كى أجعل من شخصى - مفكرا- لم لا ؟ !! , عدت مرة أخرى الى الجملة ونظرت اليه متفحصا ً, وجدت أنها صعبة المنال ولكن مع الجد والإجتهاد من الممكن أن اصل اليها .. عاودت التفكير فى واقعى الغير سار وقلت .. ماذا لو كنت حقا ً مفكرا ً هل سأكون فى عزلة عن مجتمعى أم أنى سأزيد الصلة بكل من اعرفهم كى ارسم لهم الطريق المؤدى الى هذه الدرجة الغير مأمولة عند الكثير لنظرته المتباعدة عنها .. قلت جملتى الشهيرة التى اعاود كتابتها , فكرت .. قدرت .. قررت أن احاول وأولى الخطوات التى سأفعلها هى نفسى .. نعم أقصد ذلك , نفسى التى تعبر عنى وانا أعبر عنها , إن لم اكن مفكرا لها لم تكن مدبرة لى , عدت الى ما كنت عليه وفى مخيلتى فكرة اسعى لتحقيقها .. وهدف لابد من الوصول اليه .. فعلت هذا الخطوة وفكرت لنفسى ورأيتها مقدرة لى , وبالفعل بدأت المشوار الذى آمل أن يكون نهياته سعيدة وتجعل كل من يعرفنى يبتسم ويقول لى ( أحسنت ) ولا أجد من يشاور على شخصى ويقول ( ذاك المجنون احذره ) .. بدأت ولكنى لم أنتهى ولن أنتهى الا بعد أن أيقن أنى قد وصلت .. هكذا دار الحوار المؤدى الى قرار ـ
يا ولدى .. ليست هكذا
رأيته متسرعا ً , متوقفا ً متساهلا ً .. قربت نحوه وقلت له , ما الذى تنوى فعله يا ولدى ؟! .. قال لى : لا شىء , لم انوى فعل شىء .. قلت له : صارحنى بربك , لماذا اراك تائها فى وسط اهلك وعشيرتك ؟؟ .. قال لى متأملاً : انوى فعل كذا وكذا وكذا , ولكنى لست قادرا ً على اللحاق بهم .. قلت له : الأشخاص الذين تشعر من النظر اليهم أنهم حقا ً ممن ربحوا دنياهم بالتفكر ؟؟ .. قالى لى : نعم , ذاك هو .. قلت له : واذا ما كان عندك هذا وذاك فلماذا تنظر اليهم بتمنى ولا تنظر اليهم برؤية متطلعة الى الوصول الى ما وصلوا اليه بل أكثر ؟؟ .. قال لى : إننى لم اقصر ولكنى والله لا اعرف اخطأ بداخلى أم بداخلهم هم .. قلت له : ولدى , اقولها لك كما قلتها لنفسى منذ حين مضى & الدنيا لا تقف على شخص بعينه .. واذا ما رأته متلكعا ً لا تقدر على الوصول واللحاق بما سبقوك فستقول لك , لا تصلح أن تكون منهم , إذهب وارتع كما تحب فلن تنول منى ما ترجوا & هكذا دنياك يا ولدى .. لا تننظر .. فكر .. قدر .. قرر .. ابدأ ومن الآن لم لا .. قال لى :يعجزنى كليماتك ولكنى لا ارى أنى سأستطيع فعل ذلك .. قلت له : ولدى اسمع منى وفكر بشىء من التدبر , ما الذى تنوى تحقيقه وفى ذات الوقت تنظر لنفسك وتقول إنها لن تدر على فعل هذا ؟؟ .. قال : كثير , كثير , كنجاحى مثلا وتفوقى ثم مشوارى مع شريكتى .. قلت له : ولدى ارجوا أن تتفهم ما تقول .. النجاح وسيلة لتحقيق الهدف ولكنه ليس هدف مرجو .. صدنى يا ولدى لن تفلح فى دنياك وأنت بهذا التناقض التفكيرى .. ماذا أفعل يا سيدى قد جعلت منى أضحوكة ولم أعرف ما الذى يجب علي فعله الآن !! .. قلت له : يا ولدى لا اجعل منك اضحوكة لكنى اوجهك للصواب كى تسرع فى المسير فيه .. هكذا تمشى يا ولدى & ابدأ من الآن وحدد لك هدفك وعاهد ربك على تحقيقه متى استطعت .. ثم حدد لك الوسائل التى بها تحقق هدفك .. ولا تكف عن الحركة وتذكر دائما .. الهواء يتحرك حولك فإن لم تستنشقه فسيتحول الى غبار يودى بصحتك الى الهلاك فيما بعد لأن من حولك سيستنشقوا كل الهواء النقى ولن يتركوا لك الا ما زاد عن احتياجهم .. ولدى هل فهمت ؟ , ارجوا ذلك & قال : فهمت واعدك انى سأتحرك كى افعل ما اريد وسآتى اليك كى تسعد بى بصدق .. قلت : آمل فى ذلك فأنت تعرف أنك بتحركك ستحرك من يحبوك وبتحرك من يحبك ستتحرك الحياة الراكدة منذ كثير مضى .. قال : شاكر لك سيدى.. قلت : لا تنسى العهد والوعد, وفقك الله يا ولدى ـ